كثيرة هي التحديات التي ستُهيّمن على الأجواء مع بداية العام الدراسي المقبل، وسنسرد في سلسلتنا هذه التحدي الثاني والذي سيدق ناقوس خطر على مجمل العملية التعليمية خلال أعوام قادمة.
التحدي الخطير في عيون الكثير من المواطنين خاصة من الوسط اليهودي جعل نشطاء منهم يتحركون في أروقة البلدية ومديرية التربية والتعليم، معلنين حالة الطوارئ مطالبين مديرية التربية والتعليم بالتحرّك، وذلك بعد الاقبال الواسع من الطلاب العرب على التسجيل في المدارس اليهودية.
هذه الحالة من تنامي الطلب على تسجيل الطلاب العرب في المدارس اليهودية دفع نشطاء ولجان أحياء من الوسط اليهودي في المدينة الى التحرّك، رافضين تحويل تلك المدارس الى أغلبية عربية، وجعلت هؤلاء النشطاء يرفضون اقبال العرب على تلك المدارس.
ونحن لا نريد هنا أن يُفهم من كلامنا أننا ندعو لأن يلتحق أبنائنا في تلك المدارس أو أن ينزحوا من المدارس العربية الى العبرية، فهذه الظاهرة التي تأخذ مناحٍ خطرة ليس فقط في تراجع أعداد المنتسبين للمدارس العربية، بل هناك تبعات متعلقة بالهوية، وسياسة الإنصهار في المجتمع اليهودي وذلك بسبب انخراط جيل الناشئة في تلك المدارس.
ومن جانب آخر فإن الكثيرين من مندوبي لجان الأحياء اليهودية توجهوا بطلب لوقف زحف الطلاب العرب الى المدارس اليهودية، وايقاف هذا الزحف الذي لن تجد بلدية تل ابيب بداً من منعه، حتى أنه وصلت إحدى الرسائل الى يافا 48، فيها تم مغالطة بلدية تل ابيب بتزييف عناوين العائلات حتى لا يتم دمج طلابهم في هذه المدارس التي طغى عليها الطابع العربي.
وفي نفس السياق سُجل زحف عشرات الطلاب العرب الى المدارس اليهودية، وعلى سبيل المثال وصلت أعداد الطلاب العرب في احدى المدارس العبرية بحي النزهة لأكثر من 70%، بعد أن كانت المدرسة لعشرات السنين مدرسة يهودية خالصة، كما تشير المعلومات التي وصلت ليافا 48 أن الكثير من الشكاوى صدرت من عدة مدارس عبرية تُطالب البلدية بضرورة الاسراع لمنع هذا النوع من الزحف العربي تجاهها.
وبعيداً عن التداعيات والأسباب لنزوح الطلاب العرب الى مدارس تل ابيب وشمالها، يبقى السؤال الحائر والتحدي الكبير حول مصير المؤسسات التعليمية العربية في يافا، وحقيقة هذا التحدي ودوافعه وأسبابه وتداعياته.
وبعد سرد تلك المعلومات، فالأجدر أن يعترف الجميع أن ثمة مشكلة كبيرة تستدعي بدايةً الاعتراف بها، لتكون رافعة نحو التحوّل الجذري والايجابي لرفعة المدارس العربية في المدينة، فالاعتراف بالمشكلة حتماً سيستدعي حراكاً جماعياً وإلا فلترتقب المدينة اغلاق مدرسة عربية أخرى لاحقاً.
إقرأ أيضاً:
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]