صورة توضيحية
تشهد المدارس في مدينة يافا والوسط العربي ككل، ظاهرة مقلقة خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يتغيّب طلاب المدارس الاعدادية والثانوية عن مقاعدهم الدراسية طيلة الشهر الفضيل، وذلك لأسباب متعددة منها السهر ومتابعة البرامج وعدم الاكتراث بالدراسة.
وتتكرر هذه الظاهرة في كل سنة، حيث تشتكي الطواقم التعليمية من غياب واضح وكبير لطلاب المدارس وعدم انتظامهم في الدوام المدرسي، وصل الى نحو 60%، الأمر الذي يتسبب بمشاكل سلوكية وتعليمية لدى الطلاب، كما أن لهذه الظاهرة أبعاداً سلوكية ونمطية، واجتماعية، وأصبحت تُشكل تحدياً كبيراً على سير التربية والتعليم وتُشكل ضغطاً على الأهل والمدرسة والطواقم التعليمية بسبب الفجوة التعليمية الناجمة عن غياب الطلاب، وتراجع مستواهم، ناهيك عن فترة غيابهم الطويلة في الأعوام الماضية بسبب وباء الكورونا، والتي تسببت بتراجع التحصيل العلمي للطلاب بشكل كبير.
وقد أصبحت المقاعد الدراسية في معظم المدارس فارغة خلال الشهر الفضيل، وذلك بسبب الأهل في الدرجة الأولى، الذين لا يقومون بمتابعة أبنائهم والضغط عليهم، وكأن شهر رمضان أصبح شهراً للتكاسل والتقاعس عن الدراسة، حيث يرى متابعون أن للأهل دور كبير في هذه الظاهرة.
ويرى متابعون أنه يتوجب محاربة هذه الظاهرة من قبل الطواقم التعليمية التي يقع على عاتقها ايجاد حلول سريعة، كالتوجه للوزارة لاحتساب الشهر الفضيل فترة عطلة رسمية بدلاً من عطرة الربيع، أو اجراء تغييرات تأخذ في الحسبان الفوارق الفردية الناجمة عن هذه الظاهرة، مثل دمج برامج لا منهجية تضغط على الطلاب للحضور الى المدرسة، وتطوير آليات تتناسب مع الطلاب وتمنحهم مهام معيّنة للقيام بها خلال رمضان، فيما قامت بعض المدارس بخطوات لمحاربة هذه الظاهرة مثل فرض امتحانات على الطلاب لاجبارهم للحضور الى مقاعد الدراسة.
ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس في شهر رمضان ليست ظاهرة محلية، وانما ظاهرة قطرية تُعاني منها معظم مدارس الوسط العربي، وهي ظاهرة ترمي بظلالها السلبية على المستوى الدراسي، وتتسبب بفجوات تعليمية كبيرة وتشكل ضغطاً على المعلمين لاستدراك المواد التعليمية التي تأثرت بغياب الطلاب خلال رمضان.
وبدورهم طالب بعض المعلمين الأهالي بالتدخل لكبح جماح هذه الظاهرة المقلقة، ووصل الحال ببعضهم لاقتراح فرض عقوبات من قبل وزارة المعارف على الطلاب، لأن غياب شهر كامل من شأنه احداث مشاكل سلوكية وانضباطية كبيرة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]