الشيخ محمود شنير "هل جلست أيها الأب مع ابنك وسألته عن شيء من العلم؟"

ألقى الشيخ محمود شنير خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد السكسك المحرر في مدينة يافا، حيث تحدث في خطبته طلب العلم وحثّ الأبناء على طلبه، وجاءت هذه الخطبة بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد والذي يُصادف يوم الإثنين القادم.

وقال الشيخ محمود شنير في خطبته "أبناؤنا بحاجة ماسة إلى العلم والتعلم، فلا يمكن لأحد أن يستغني عن العلم وخاصة عن العلم الشرعي، لذلك قسّم الإمام الشافعي رحمه الله العلم إلى قسمين علم خاصة وعلم عامة، أما علم العامة فهو العلم الذي يجب أن يعرفه جميع الناس مثل تعلم الصلاة، أما علم الخاصة فأن يخوض بعض الناس في جزئيات هذا العلم ويتعلموه، لذلك أول آية نزلت في كتاب الله عزّ وجل "إقرأ"، فلم يقل الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام صلي ولا جاهد ولا تصدق إنما امره الله تعالى بطلب العلم من أول آية، ولو كان هناك شيء أشرف من العلم لطلب الله من نبيه عليه الصلاة والسلام بالازياد منه".

وأضاف الشيخ شنير "قال الله سبحانه وتعالى "وقُل ربي زدني علماً"، وقال صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وأن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر"، وروى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"، ولكن مهما بلغ الإنسان في العلم يبقى علمه قليل ومحدود "وما اوتيتم من العلم إلا قليلاً"، وقال الله تعالى "وفوق ذي علم عليم"، وهذا يدل على سعة علم الله عزّ وجل".

وأردف الشيخ شنير "إذا تأملتم في مجتمعاتنا تجدون أن كثيراً من الناس قد أعرضوا عن تعلم العلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم "ان بين يدي الساعة لأيام يُرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل"، وفي رواية "يفشو فيها الجهل"، ويقول أحد الدعاة إلى الله إن الناس كانوا قبل سنوات إذا أرادوا السؤال سألوا عن دقائق الأمور في الصلاة، ولكن في هذه الأيام قد تتعجب من أسئلة الناس وتعجب أنهم قد تعلموا في المدارس، وجاء أحد الشباب يسأل، قال ياشيخ إذا أردت أن أصلي نافلة لله عز وجل، فهل يجب علي أن أتوضأ، فقال الشيخ ظننته يمزح وأنه لا يدري ما هي النافلة، فقلت قطعاً عليك يجب أن تتوضأ، فكيف تُصلي بدون وضوء، فقال يا شيخ لماذا أتوضأ فهذا تبرع مني لله"، فالناس في هذا الزمان قد أصابهم من الجهل ما أصابهم".

وقال الشيخ "هل جلست أيها الأب في يوم من الأيام مع ابنك وسألته عن شيء من العلم، أو ماذا تعلم في مدرسته أو ماذا حفظ من كتاب الله أو ماذا قرأ من أي كتاب، هل سألته عن العلم، وهل شجعته على ذلك العلم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يشجع أصحابه على العلم".