عبد القادر سطل :القبور الجماعية في الكازخانة هي لشهداء عام 48 وفترة الحكم العسكري ليافا

بسم الله الرحمان الرحيم

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ". صدق الله العظيم

تهتز المشاعر وتقشعر الابدان من فظاعة ما آلت إليه أوضاع أهلنا أبناء فلسطين عامة ومدينة يافا خاصة في الأشهر الاولى من كل عام نعود ونستذكر ذكرى نكبة فلسطين.

 الصور التي نشرت قبل أيام عبر موقع يافا 48 كشفت من جديد عن جرح لم يندمل . وعن نكبة كتب تاريخها بالدم والألم والحنين والفراق والمعاناة "وبشّر ألصابرين". القبور الجماعية التي نشرت صورها من مقبرة الكازخانة هي شاهد ميت وحي على ما أصابنا نحن أبناء فلسطين من البحر الى النهر. هو تجسيد وحقيقة دامغة لنكبتنا مع وبدون تحديد الكم لأن الكم لن يزيد أو ينقص من هول الحدث ولن يغير الواقع هذا لأن الكارثة كانت أكبر من أن يتصورها عقل لشعب أراد العيش بكرامة وبحسن جوار.

نعم هي قبور جماعية لمئات الرجال والنساء والأطفال الذين سقطوا خلال أيام في أحياء وشوارع وأزقة يافا. هم شهداء عملية تفجير مبنى السرايا في مركز يافا يوم 4 كانون ثاني 1948 كما كتب على لوحة أحد أعمدة السرايا أو ما تبقى منها بعد عملية التفجير بسيارات مفخخة من قبل منظمة اللحي.

 هم شهداء سقطوا في حي الجبلية من عمليات القنص من فوق مبنى معمل البيرة جنوب مدينة يافا ( المبنى هدم) وكان هذا المعمل يكشف كل شوارع وأزقة حي الجبلية وكان القناصة اليهود يستهدفون كل متحرك في الحي.

هم شهداء سقطوا لأنهم أصروا على البقاء بعد النكبة وبعد إحتلال يافا. سقطوا لأنهم خالفوا الاوامر. أوامر الحاكم العسكري حيث جاء في التقارير التي كانت ترفع إلى بن جوريون من الحاكم العسكري في يافا عن النهب والقتل وحالات الاغتصاب لنساء يافا وعلى عينك يا تاجر. في زيارة لمندوب الصليب الاحمر وحسب ما ورد في كتاب إيلان بيبه عن التطهير العرقي في فلسطين . توجه المندوب للحاكم العسكرى سائلا إياه " ما هذه الأكوام من الجثث في شوارع يافا وبالتحديد على شاطئ البحر فكان جوابه : " هؤلاء خالفوا الاوامر" في حين تم فرض الحكم العسكري على أهلنا في يافا بعد أن تم تجميعهم في حي العجمي ووضع السياج حول الحي. ومنع أهلنا من الخروج من الحي بدون إذن الحاكم العسكري. نعم كل ما ذكر أعلاه موثق في أرشيفهم ومدوّن في ذاكرة كل فلسطيني من أبناء يافا شاهد بأم عينه النكبة بتفاصيلها.

أشكر الحركة الإسلامية  القائمة على مشروع ترميم مقبرة الكزخانا وأوجه كلمة شكر خاصة لأخي أبو غازي على جهده وعطاءه في متابعة ملف الاوقاف الاسلامية في المدينة أدامك الله ذخرا ليافا والوطن.

أخوكم في الله عبد القادر سطل

يافا في ذكرى النكبة

أخبار ذات علاقة

بالفيديو: هل المدافن الجماعية في مقبرة الكازاخانة تعود لضحايا مجازر وقعت في يافا؟