الخميس ، 3 جمادى الآخر ، 1446 - 05 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

شاهد: جمال يافا من الجو على أنغام قصيدة "لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّ "

يافا 48 2023-08-18 04:09:00
ما زال موقع يافا 48 مستمر معكم في نشر مختارات من أجمل القصائد، مع مقاطع جوية ساحرة لمدينة يافا، وهذه المرة نستمع لقصيدة "لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّ" للشاعر عنترة بن شداد والتي يقول فيها : 
 
 
لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّ
وأكثرُ هذا الناسِ ليس لهم عهدُ
 
أريدُ منَ الأَيَّامِ ما لا يَضُرُّها
فهل دافعٌ عنيَّ نوائبها الجهد
 
وما هذهِ الدنيا لَنا بمطيعة ٍ
وليسَ لخلقٍ من مداراتها بدُ
 
تَكونُ المَواليَ والعبيدُ لعاجزٍ
ويخدم فيها نفسهُ البطلُ الفردُ
 
وكل قريبٍ لي بعيدُ مودة ٍ
وكلّ صديقٍ بين أضلعهِ حقدُ
 
فللهَ قلبٌ لا يبلُّ عليلهُ
وِصالٌ ولا يُلْهِيهِ من حَلّهِ عَقْدُ
 
يكلّفني أن أطْلُبَ العِزِّ بالقنا
وأيْنَ العُلا إنْ لم يُسَاعِدنيَ الجدُّ
 
أُحِبُّ كما يَهْواهُ رُمحي وَصارمي
وَسابغة ٌ زغْفٌ وسابغة ٌ نَهْدُ
 
فيالكَ منْ قلبٍ توقدَ في الحشا
ويالكَ منْ دمعٍ غزيرٍ له مدُّ
 
وإنْ تظهرِ الأيامُ كلَّ عظيمة ٍ
فلي بين أضلاعي لها أسدٌ وردُ
 
إذا كان لا يمضي الحسامُ ينفسهِ
فللضاربِ الماضي بقائمهِ حدُ
 
وحَوْلي منْ دُونِ الأَنامِ عِصابة ٌ
توددها يخفي وأضغانها تبدو
 
يَسُرُّ الفتى دهْرٌ وقد كانَ ساءَهُ
وتَخْدُمُهُ الأَيَّامُ وهو لها عَبْدُ
 
ولا مالَ إلاّ ما أَفادكَ نَيْلُهُ
ثناءٌ ولا مالٌ لمنْ لاله مجدُ
 
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
وَمَـدَّ إِلَيـكَ صَـرفُ الدَهـرِ باعا
 
فَـلا تَـخـشَ المَـنيَّةَ وَاِلقَيَنها
وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا
 
وَلا تَـخـتَـر فِـراشـاً مِـن حَريرٍ
وَلا تَـبـكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
 
وَحَـولَكَ نِـسـوَةٌ يَـنـدُبـنَ حُـزنـاً
وَيَهـتِـكـنَ البَـراقِعَ وَاللِفاعا
 
يَـقـولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي
إِذا مــا جَـسَّ كَـفَّكـَ وَالذِراعـا
 
وَلَو عَـرَفَ الطَـبـيـبُ دَواءَ داءٍ
يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا
 
وَفـي يَـومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا
لَنـا بِـفِـعـالِنـا خَـبَراً مُشاعا
 
أَقَـمـنـا بِـالذَوابِـلِ سـوقَ حَربٍ
وَصَـيَّرنـا النُـفـوسَ لَهَ مَـتـاعا
 
حِـصـانـي كـانَ دَلّالَ المَـنـايا
فَــخـاضَ غُـبـارَهـا وَشَـرى وَبـاعَ
 
وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً
يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا
 
أَنـا العَـبـدُ الَّذي خُـبِّرتَ عَنهُ
وَقَـد عـايَـنـتَني فَدَعِ السَماعا
 
وَلَو أَرسَـلتُ رُمـحـي مَـع جَـبـانٍ
لَكـانَ بِهَـيبَتي يَلقى السِباعا
 
مَـلَأتُ الأَرضَ خَـوفاً مِن حُسامي
وَخَـصـمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا
 
comment

التعليقات

تعليقات
إضافة تعليق
load تحميل
comment

تعليقات Facebook