في مثل هذا اليوم من عام 1948، تعرّض حي المنشية في مدينة يافا لأحد أعنف الهجمات خلال النكبة الفلسطينية، حين شنّت عصابة "الأرغون" الإرهابية، بدعم من "الهاغاناه"، هجومها الثاني على الحي. الهجوم أسفر عن مقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين، من أطفال ونساء ورجال، ودفع آلاف السكان إلى الفرار من بيوتهم بحثاً عن النجاة.
وبحسب روايات تاريخية موثقة، استخدمت العصابات الصهيونية قصفاً مدفعياً مكثفاً، دمّر أجزاء واسعة من الحي وعزله عن بقية أحياء المدينة. تلا ذلك ارتكاب مجازر وحشية، شملت الذبح والسلب المنظم لمنازل السكان ومحالّهم التجارية. سُرقت المجوهرات والثياب والسجاد وحتى الأثاث، وسط مشاركة مدنيين يهود من تل أبيب في عمليات النهب.
وفي شهادة موثقة للصحفي الأمريكي "كينيث بيلبي"، صرّح يوسف هيكل، رئيس بلدية يافا آنذاك، أن ما جرى كان إبادة جماعية ممنهجة، مشيراً إلى تشابه فظائع المنشية مع مجازر أخرى كمجزرتي حيفا ودير ياسين.
حتى ديفيد بن غوريون، زعيم الحركة الصهيونية، وصف مشاركة اليهود في النهب بـ"المشهد المخزي والمفجع"، في اعتراف واضح بجرائم تأسيس "الدولة اليهودية" على أنقاض شعب مشرّد.
جدير بالذكر أن الهجوم على المنشية جاء ضمن حملة أوسع لاحتلال يافا وتهجير سكانها، وسقطت المدينة لاحقاً في مايو/أيار 1948. ومنذ ذلك الحين، ظلّ جرح المنشية مفتوحاً، شاهداً على نكبة لم تندمل في الذاكرة الفلسطينية.
التعليقات