في لحظة مؤثرة تُعيد الماضي إلى الواجهة، ينشر موقع "يافا 48" مقطع فيديو نادر جداً صُوّر في عام 1960 لمدينة يافا، المدينة التي بقيت رغم الجراح شاهدة على مجدها وحكاياتها.
الفيديو، الذي التُقط بعد اثني عشر عاماً فقط من نكبة فلسطين، يُظهر برج الساعة الشامخ كما لو أنه يرفض الانكسار، ومسجد المحمودية "يافا الكبير" وهو يحتضن المصلين والمارة، حاملاً في مآذنه صدى التكبيرات القديمة، وكأنه يهمس: "ما زلت هنا".
تتنقل عدسة المصوّر بين أزقة حي العجمي وبيوته، حيث أطفال يلعبون في الطرقات، ووجوه تحمل في ملامحها حكايات النزوح، لكنها تتشبث بالحياة. إنها مشاهد بسيطة، لكنها تقول الكثير عن شعب لم ينكسر، عن مدينة لم تُمحَ.
يؤكد موقع "يافا 48" استمراره في نبش الذاكرة، وجمع ما تبقى من صور ومقاطع تعيد رسم معالم المدن الفلسطينية كما عرفناها، وكما ينبغي أن تبقى: يافا، اللد، والرملة، مدن ما زالت تنبض رغم كل شيء.
لعل هذه المشاهد لا تُعيد الزمن، لكنها تُبقي الحنين حيًّا... وتُذكّرنا بأننا ما زلنا هنا.
التعليقات