تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وتهديدات أميركية باغتيال خامنئي

تواصلت المواجهات بين إسرائيل وإيران لليلة السادسة على التوالي، وسط تبادل هجمات غير مسبوق بين القوتين الإقليميتين. جاء ذلك بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى "استسلام غير مشروط"، مؤكدا قدرة بلاده على القضاء بسهولة على المرشد الأعلى الإيراني.

حذر الجيش الإيراني مساء الثلاثاء من هجمات "عقابية" وشيكة على إسرائيل، ودعا سكان حيفا وتل أبيب إلى الإخلاء، فيما أطلقت إيران صواريخ بالستية، اعترض الجيش الإسرائيلي معظمها، بالإضافة إلى اعتراض مسيرتين فوق البحر الميت.

في المقابل، أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على طهران فجر الأربعاء، ونشرت وسائل إعلام إيرانية مقاطع لانفجارات في سماء العاصمة. رغم ذلك، لم يبلغ عن أضرار أو خسائر بشرية كبيرة حتى الآن.

من جهته، شدد ترامب على موقفه المتشدد تجاه طهران خلال اجتماع مجلس الأمن الأميركي، مهددا باغتيال المرشد الأعلى، لكنه أكد أنه لم ينفذ ذلك بعد. ودعا إلى تجنب استهداف المدنيين الأميركيين أو جنود بلاده، مشيرًا إلى أن صبره يوشك على النفاد.

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني قد "يضع حدًا للنزاع"، ودعا الإيرانيين إلى الانتفاضة، بينما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تؤدي إلى فوضى.

في السياق نفسه، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإرسال حاملة طائرات ورفع مستوى التأهب، وأغلقت سفارتها في القدس لأسباب أمنية، فيما أُنشئت مجموعة عمل لمساعدة المواطنين الأميركيين في المنطقة.

إيران بدورها تعلن استمرار ضرباتها على إسرائيل حتى توقف الأخيرة هجماتها، في وقت تتبادل فيه الدولتان اتهامات بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تنفي طهران نيته العسكرية، بينما تلتزم إسرائيل بالغموض حيال امتلاكها للسلاح النووي.

وقد أدت الاشتباكات إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في كلا البلدين، وسط تدمير مبان واستهداف مناطق مدنية، ما يزيد من مخاوف اندلاع نزاع إقليمي واسع.