لجنة السلوكيات البرلمانية تصدر قرارًا بإبعاد النائبة توما-سليمان عن الكنيست

أصدرت لجنة السلوكيات البرلمانية قراراً بابعاد النائبة توما - سليمان عن الكنيست، وفي تعقيبها قالت سليمان " القرار استمرار لانخراط اللجنة في حملة الإخراس والمكارثية في دولة بات يُعتبر فيها مناهضو الحرب خطرًا على الأمن، ودعاة القتل والدمار شركاء شرعيين في الحكم".

وأضافت في تعقيبها "هذا القرار استمرار لحملة الملاحقة السياسية وكمّ الأفواه لقيادة الجماهير العربية، ومسمار إضافي في نعش حرية التعبير في هذه البلاد."

التعقيب جاء بعد أن أبلغت اللجنة النائبة بقرار إبعادها عن الكنيست لثلاثة أيام في أعقاب حملة تحريض شعواء شنّها ناشطو اليمين المتطرف، وشارك فيها أعضاء كنيست، استهدفت مواقفها السياسية المناهضة للحرب في غزة ولبنان، ومشاركتها في مؤتمر سياسي أكّدت فيه أن من حق الشعب الفلسطيني اختيار سبل نضاله.

وأضافت توما-سليمان: "قرارات لجنة السلوكيات لم تصدر بدوافع مهنية أو قانونية، بل باتت أداة لتصفية حسابات سياسية مع كل من يعبّر عن موقف معارض للحرب ومطالب بوقف القتل والدمار. إن المواقف التي أُعاقَب بسببها هي مواقف سياسية، قانونية وأخلاقية، أتمسك بها كمنتخبة جمهور تعبّر عن صوت واسع يرفض الحروب ويطالب بالعدالة والحرية."

وشددت على أن: "منحنا الحصانة البرلمانية من أجل أن نُحاسب السلطة، لا أن نُحاسب نحن لمواقفنا. لكن لجنة السلوكيات تنضم اليوم إلى ما تنفّذه الشرطة منذ شهور بحق الأطباء والمعلمين والطلاب وسائر أبناء وبنات شعبنا، إذ تسعى بدورها إلى إسكات الصوت المختلف، وتجريم كل من يرفض الحرب ويرفع صوته ضدها علنًا". 

واختتمت توما-سليمان: "ما يحدث ليس صدفة. لجنة السلوكيات اختارت منذ بداية الحرب أن تستهدف نوابنا في الجبهة والعربية للتغيير. فقد سبق أن تم إبعادي لمدة شهرين، وإبعاد النائب عوفر كسيف لمدة ستة شهور، وها هي اللجنة تصدر اليوم قرارًا جديدًا بإبعادي مجددًا، إلى جانب قرار بإبعاد النائب أيمن عودة لأسبوعين، بينما لا يُساءل أي نائب يحرّض على الإبادة ويدعو جهارًا لارتكاب المجازر. حتى في هذه الأيام العصيبة، لن أخضع لمحاولات الإخراس وسأواصل الدفاع عن شعبي، وعن حقوق الإنسان، وعن السلام العادل وحرية التعبير."

وأكدت توما-سليمان أن هذا هو الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال وأبواقها، إسكات للأصوات التي تطالب بوقف الحرب، وتحصين للذين ينادون بنكبة جديدة لغزة. باتت دولة إسرائيل مكانًا يُعاقَب فيه مناهضو الحرب ويُكافَأ فيه المحرّضون على الإبادة.