تشهد الأسواق العالمية منذ مطلع العام انخفاضًا حادًا في أسعار المواد الخام الأساسية المستخدمة في صناعة الأغذية، مثل الكاكاو، السكر، زيت النخيل، والقمح، إلا أن أسعار المنتجات الغذائية في إسرائيل لم تشهد أي تراجع ملموس، فيما يواصل المستهلكون دفع أسعار مرتفعة دون تغيير يذكر.
ووفقًا للبيانات الاقتصادية، تراجعت أسعار الكاكاو بنحو 48% منذ بداية العام، فيما انخفض السكر الأبيض بنسبة تقارب 20%، وسجّل زيت النخيل انخفاضًا بنحو 16%، بينما هبطت أسعار القمح بين 4.5% و18% بحسب مؤشرات بورصات شيكاغو وفرنسا.
وفي المقابل، ارتفعت أسعار بعض المواد مثل القهوة نتيجة عوامل إنتاجية عالمية، بينما استفادت شركات الأغذية الإسرائيلية من قوة الشيكل أمام الدولار واليورو، ما خفّض كلفة استيراد المواد الخام بنسبة تصل إلى 10%.
ورغم هذه المعطيات، أبقت الشركات الكبرى على أسعار منتجاتها دون تغيير، مبررة ذلك بوجود مخزونات قديمة، وارتفاع تكاليف النقل والأجور، بالإضافة إلى متطلبات الرقابة والجودة. ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن أسعار المواد الخام رغم تراجعها، ما زالت أعلى من معدلاتها التاريخية، وهو ما يحدّ من انعكاس الانخفاض العالمي على الأسعار المحلية.
ويؤكد محللون أن هذه الظاهرة ليست جديدة في السوق الإسرائيلية، إذ تُظهر المعطيات أن الشركات ترفع الأسعار بسرعة عند ارتفاع التكاليف، لكنها نادرًا ما تخفضها عند انخفاضها، ما يثير تساؤلات حول سياسات التسعير وغياب المنافسة وتأثير ذلك على القدرة الشرائية للمستهلكين.
التعليقات