أظهر استطلاع للرأي اتساع فجوات الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتراجعًا في منسوب التماسك الداخلي، إلى جانب انقسام حاد إزاء القضايا الأمنية والسياسية المركزية، في مقدّمتها الحرب على غزة، والعلاقة بين الجيش والسياسة.
وبيّن الاستطلاع الذي أجراه "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أن 80.5% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون بوجود تسييس داخل الجيش الإسرائيلي بدرجات متفاوتة، فيما أيّد 57% إقامة لجنة تحقيق رسمية يعيّنها رئيس المحكمة العليا، مقابل 29% فضّلوا لجنة تعيّنها الكنيست.
كما أظهر الاستطلاع أن 64% يعتقدون أن تشريعًا يعفي غالبية الحريديين من الخدمة العسكرية سيؤدي إلى تراجع الدافعية للخدمة في صفوف الوحدات القتالية، بينما رأى نصف المستطلَعين تقريبًا أن قانون فرض عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين من منفذي العمليات "لن يشكّل رادعًا حقيقيًا".
وأشار الاستطلاع إلى أن 54% من الجمهور يدعمون الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقابل 36% يعارضون ذلك، في حين عبّر 10% عن عدم تشكيل موقف واضح.
وأظهر الاستطلاع الذي أُجري في الفترة بين 11 و14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، استقطابًا سياسيًا حادًا حيال الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق؛ إذ بيّنت المعطيات أن 37% من مصوّتي الائتلاف يؤيدون المضيّ نحو المرحلة الثانية، مقابل 67% من مصوّتي المعارضة.
وعلى مستوى الانقسام الأيديولوجي، أظهرت النتائج أن 36% من معسكر اليمين يدعمون الانتقال إلى المرحلة الثانية، في حين ترتفع نسبة التأييد إلى 72% في معسكر يسار - الوسط. وأيّد 67% من المعارضة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مقابل 37% من الائتلاف.
وأفاد 27.5% فقط من المستطلعة آراؤهم بأن الوضع الأمني القومي "جيد أو جيد جدًا"، مقابل 35% يرونه سيئًا أو سيئًا جدًا، و40% يصفونه بالمتوسط. وبلغ التقييم العام 5.7 من 10، دون تغيير يُذكر عن الشهر السابق.
وسُجّلت فجوة واضحة بين اليهود والعرب؛ إذ قيّم 31% من اليهود الوضع الأمني على أنه جيد، مقابل 15% فقط من العرب، بينما رأى 45% من العرب أن الوضع سيئ. ورأى 43% من ناخبي الائتلاف أن الوضع الأمني جيد، مقابل 16% فقط من ناخبي المعارضة.
وعبّر 36% من المشاركين في الاستطلاع عن تفاؤل حذر حيال تحسّن الوضع الأمني خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل 21% يتوقعون تدهوره، بينما لم يتوقع 28% أي تغيير. وسُجّل تباين واضح بين اليهود (40% يتوقعون تحسنًا) والعرب (31% يتوقعون تدهورًا).
التعليقات