يعتبر العلاج العاطفي بالفن التشكيلي واحداً من طرق العلاج الجديرة بالاهتمام وتعتبر مارجريت نومبورج, وجميس ديني , من أوائل من قدموا إسهامات رائدة في مجال العلاج والإرشاد النفسي الفني .
وهذا العلاج يعتبر طريقة تقوم على تناول واستخدام وسائل التعبير الفني التشكيلي ,وتوظيفها باسلوب منظم ومخطط لتحقيق أغراض تشخصية وعلاجية وتنموية , في انشطة فردية أو جماعية حرة أو مقيدة ’ وذلك وفقاً لأهداف خطة العلاج , وتطور مراحلها , وأغراض المُعالج وحاجات المريض .
والعلاج العاطفي بالفن التشكيلي له وجهان متكاملان متكافئان :
1) الفن التشكيلي : وهو التعبير الفني ( غير اللفضي ) بالرسم أو اعمال الفخار والخزف , حيث يتم التعبير عن الخبرات الدفينة والمستترة والمكبوتة المسببة للمشكلات والاضطرابات السلوكية.
2) العلاج النفسي والعاطفي : حيث يتم تفسير ومعرفة حقيقة تلك الخبرات وإيجاد حلول للمشكلات , وإحداث تغير الى الافضل في شخصية الفرد وفي حياته بصفة عامة .
يعتبر العلاج بالفنون التشكيلية سواء من خلال تحليل الرسومات الفنية وتحليل الألوان ، إحدى الطرق الفعالة للعلاج العاطفي والنفسي ، التي تتم معالجة الحالات كلا على حدة ، فإضافة إلى أن العلاج بالفن التشكيلي يعمل على تحسين الحالة النفسية ، فهو يساعد أيضاً على تخفيف التوتر وضغوطات الحياة ، وتحمل مواجهة ظروف المستقبل بشكل أفضل .
فمن خلال نقطة ، أو خط ، أو رمز أو شكل معين ، يمكن إعادة بناء الثقة بالنفس ، والقدرة على التعبير والبوح عن ما يكنه الإنسان في نفسه وفي من حوله ، ويأتي ترجمة لمجموعة من المشاعر التى تخالج المرء ، وغالباً ما تكون مكنونة في العقل الباطني يعبر بها الإنسان عن طريق الرسم ، فيمكن أن يكون هذا التعبير عن موقف مر به أو تجربه مريرة ألمت به.
كما يساعد العلاج بالفن التشكيلي فئة كبيرة من المجتمع ، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة ، من أطفال ومراهقين وبالغين وكبار السن ، التي قد يطرأ في حياتهم بعض الظروف المعقدة سواء على الصعيد الشخصي ، أو العائلي مما يؤثر في حالتهم النفسية والعاطفية.
وتكمن وظيفة أخصائين العلاج بالفن التشكيلي في استخراج المشاعر السلبية ، ومناقشتها مع المريض ، ومن ثم بلورتها وذلك لتحسين حالته النفسية أولا ، ومن ثم الحركية والعقلية والاجتماعية.
وأهم أهداف العلاج العاطفي بالفن التشكيلي هو :
1) مساعدة المريض على إعادة بناء الطريقة التي ينظم بها حياته وعيشها ويدركها .
2) طرح الخبرات الحياتية المؤلمة غير المرغوب فيها واستبدالها بخبرات معلمة ومثمرة وذات قيمة .
3) تحريك المريض من حالة الشعور بالاغتراب والعدوانية والتمركز حول الذات والقلق وما شابه ذلك , إلى حالة اخرى تسودها مشاعر الحب والتعاطف والرغبة في التعلم والنمو والإقبال على الحياة والشعور بالتوازن والسلم الداخلي .
سنين خروب - علاج عاطفي عن طريق التعبير والفن التشكيلي
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]