كنتُ وما زلت عند موقفي أنني لا يشرفني أن أشارك في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية إلى جانب ومع من يباركون ويرقصون على جراح النكبة السورية.
أما عن تغيّبي يوم أمس عن مهرجان يوم الأرض في قرية عرّابة، واليوم عن مسيرة الروحة في أرض الروحة فكانت بسبب وعكة صحيّة اضطرتني للمكوث في المشفى، مما غيبتني حتى عن خطبة الجمعة.
اليوم والحمدلله استطعت متابعة ما جرى أمس في قطاع غزة، ومجزرة الإحتلال الإسرائيلي بحق 17 شابا ارتقوا شهداء من أبناءها، وما جرى في عرّابة من محاولة العبث بما بقي لنا من مظاهر وحدوية ومناسبات وطنية جامعة كيوم الأرض، وعليه فقد كتبت هذه التساؤلات ;
* كنّا نسمع عن الشبيحة حتى رأيناهم في مسيرة يوم الأرض في عرابة، رجالا ونساءً وقيادات يسبّون ويشتمون، بل ويعتدون جسديا. لقد جمعوا بين التشبيح والبلطجة والزعرنة، فهل سيظل يوم الأرض يوما وحدويا أم سيتحول إلى يوم حزبيّ، فئوي، مشوه الهوية .
* هل دماء الشهداء الستّة في يوم الأرض الذين قتلهم رابين الدموي، تختلف عن دماء 600 ألف شهيد سوري قتلهم بشار الدموي. فكيف يرفع علم قاتل 600 ألف شهيد، في ذكرى إرتقاء 6 شهداء ؟
* كيف للبعض أن يمجّد مسيرة العودة في غزة للفلسطينيين الذين هُجرّوا من الوطن، وكانوا يومها قريبا من مليون فلسطيني، بينما هم يباركون ويرقصون ويهتفون لمن يُهجّر 12 مليون سوري من وطنه ؟
* كيف يُسمح لأحدهم أن يعتلي منصة يوم الأرض دون تنسيق ليتحدث عن الأسرى والشهداء وهو الذي يستغل أموال سلطة رام الله توضع بين يديه لأسرى الداخل يستغلها للابتزاز وانتهاك الحرمات.
* كيف "لأبي مازن" أن يُعلن الحداد على شهداء مسيرة العودة، وهو الذي يحاصرهم ويجوّعهم، وهو الذي أسقط حق العودة لمّا قال : "أنا لن أرجع إلى صفد"، وحتى في خطابه أمس، فإنه قال بأن من حق الفلسطينيين أن يقرروا مصيرهم، ولم يقل أن من حقهم العودة إلى وطنهم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]