لا غرو إن حضرَ المئات من أعضاء الهيئة العامة التابعين للهيئة الإسلامية المنتخبة اجتماع الأربعاء الماضي في مقر النادي الإسلامي، وهذا الالتفاف الجماهري والثقة المتجددة لأبناء المدينة.وما العجب؟!
اليست هي المؤسسة الوحيدة المنتخبة وهي حاملة قضايا المدينة ،وهي ممثلة هموم المجتمع اليافي، وصوت الجماهير الصاحي؟!. أليست هي القيادة الشريفة التي نطوق أن يدوم نور شعاعها ؟! أليست هي التي أعادت الإعتبار للشباب والشرفاء ؟! أليست هي التي اختارها الشارع ؟! أليست هي التي فرضت نفسها على المشهد بقوة شرعيتها؟! أليست هي التي أسكتت تخرّصات لغة الضعيف؟! ولو كره الحاقدون.
وأمام هذه القيادة المنتخبة نطوي مصطلح عفنا سماعه "القيادة اليافية" التي ما كانت تستحق هذه المكانة طوال السنوات الماضية، رغم أنها حظيت بدعم الفطرة والضمير حتى أوصلتنا إلى نتيجة أن لاقيمة ولا وزن لليافيين وفشلنا في إدارة مجمل ملفات يافا الساخنة!!!، كالتصدي للاستيطان،والسكن والعنف، المقدسات،التعليم،وحدة الصف،ميناء يافا.
وأمام هذه القيادة المنتخبة والشريفة مهمّات كبيرة ومسؤولية غاية في الأهمية والحساسية مع يقيننا انها ستبقى عاجزة عن تحقيق كل أحلام وتطلعات أهالي يافا والأسباب متشعبة ومعقدة، أبرزها عراقيل ومطبّات من صنع محلي ّومن داخل الدار نُصبت تحت الأقدام .لا لشيء سوى انهم اعتادوا ان يكونوا هم في دائرة الحدث وهم وحدهم صنّاع القرار. وإلا" فلنغرد خارج السرب حتى نشبع رغباتنا، ولتخرب مالطا".
وامام هذه الصورة فإن الأمانة تزاد تعقيدا والمسؤولية وتزداد تكليفا .وعلى الهيئة الإسلامية الحالية ان تسعى لإدراك المشهد والاحتفاظ بكل المكتسبات التي جنتها على مدار 5 سنوات من حلتها الجديدة.
هذه المكتسبات جعلت من الهيئة الإسلامية هيئة قوية في نظر الجماهير ،وجعلت الشرطة والبلدية وكل الدوائر الحكومية المعنية تنظر إلى المجتمع بجدّية ، واهتمام ،واحترام.وقد تختلف التحاليل والتفاسير، فما من شك ان حضور الهيئة الاسلامية المنتخبة في المشهد الجديد وهذا الالتفاف المتين دفع البلدية طي صفحة مقبرة طاسو وعلى سيرها ستنفرج قضايا اخرى قريبا. ولو كره المنافقون.
لكن ما يجعلنا أكثر قلقا أن تفوّت هذه القيادة الشابة تلك المكتسبات التي تحصلتها بانشغالها بأمور لا تصب بالمصلحة العليا ،بل تضرب الصف الداخلي بمقتل وتضيع هيبتها وتذهب ريحها.كأن يخفت حسها في التعاطي مع تلك الملفات. وتسير على خطى من لا طريق له ولا وجهة له. وتصبح مجرد مؤسسة لردات الفعل تنفّس الكبت الجماهيري.
إن الساعة تستوجب الهمة العالية والسير وفق برنامج مدروس يجمع الكفاءات، وأصحاب الرأي ممن نختلف معهم ونتوسم فيهم خيرا. نشاركهم ونتعاطى معهم كلٌ وفق تخصصه ودرايته والاستماع الى شكواهم ونصائحهم. اخذين بعين الاعتبار مصلحة هذه المؤسسة العليا. تسلحوا بسلاح المرونة وزاد الديمومة في العمل، ادرؤوا عن أنفسكم كثرة اللقاءات والجلسات وتعدد اللجان التي لا تجدي نفعا، اصرفوا عنكم الفقاعات الاعلامية كما هو نهج البعض، ولا ترهقوا انفسكم بالتعاطي مع بعض النفر فقد انتهت صلاحيتهم منذ قدومكم بالحلة الجديدة . كونوا مهنيين،ابتعدوا عن المحاباة ولغة المجاملات وتصلّب في الرأي والتسلط على المسالمين. وليكن شعاركم مصلحة يافا الجامعة. حافظوا على مكتسباتنا وأفكارنا. وإلا فإن مصيركم سيكون حتما انتهاء صلاحيتكم ولتبقى يافا ساعتها بلا قيادة ، ولو كره الكافرون.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]