خصصت صحيفة "هآرتس" صباح يوم الجمعة الفائت، مقالتها "الافتتاحية" تحت عنوان "أعطوا فرصة لليافوية". موضوع الافتتاحية: الغضب يتزايد في الشارع اليافوي بسبب أزمة والمعاناة الشديدة لسكان المدينة خلال السنوات الأخيرة. يواجه عرب يافا في الآونة الأخيرة إحساسا بالإحباط والياس الشديدين جراء سياسة التهويد المتزايدة وعملية "الترانسفير" تجاههم من خلال تراكم المناقصات لبيع البيوت العربية لمستثمرين يهود والتي تتصاعد بشكل يومي.
لأول مرة بدأت البلدية بالعمل والتحرك
ففي الأيام الاخيرة نشرت إدارة بلدية تل ابيب يافا ورئيس البلدية تصريحات شديدة اللهجة تجاه إدارة أراضي إسرائيل فيما يخص سياستها بإخلاء العائلات العربية من بيوتها. علاوة على ذلك، قررت البلدية التدخل في الأمر وبدأت بعملية توثيق لجميع العقارات والبيوت التابعة لشركة "عميدار" التي تديرها الشركة بموجب قانون املاك الغائبين. وحسب صحيفة "هارتس" في عددها الصادر بتاريخ 20.04.21 فإن عدد هذه الأملاك يبلغ ١٢٠٠ وحدة. وكشفت الصحيفة ان بلدية تل ابيب يافا قررت مؤخرا التدخل امام ازمة السكن الشديدة للمواطنين العرب في يافا والتوتر على الساحة اليافوية. وقد بادرت البلدية بالاتصال مع أحد مكاتب المحاماة الكبرى في تل ابيب المتخصص في مجال العقارات حيث ستقوم البلدية بالتمويل ومساعدة العائلات اليافوية المهددة بالإخلاء على حِساب البلدية
هذه خطوات إيجابية من قبل البلدية ولا شك ان الصرخة التي سمعت في الآونة الأخيرة، والمظاهرات المتعددة والتغطية الإعلامية الواسعة في وسائل الاعلام الإسرائيلية ساهمت كثيرا في التغيير الذي حصل في سياسة البلدية.
توحيد الصف اليافوي
توحيد الصف اليافوي على ضوء ما يحدث والتغييرات على الساحة اليافوية ومن منطلق المسؤولية وحرصا على مستقبل بقائنا في هذه المدينة اناشد جميع الهيات والمؤسسات على الساحة اليافوية توحيد الصف اليافوي والتركيز في الفترة القريبة على موضوع ازمة السكن ومواجهة المخطط الخطير لإدارة أراضي إسرائيل للتخلص من السكان العرب الذين يسكنون في المدينة تحت مسمى "ساكن محمي" وذلك عن طريق مناقصات وبيع هذه الممتلكات لمستثمرين يهود.
لتوحيد القوة ومواجهة هذا المخطط والتغلب عليه يجب على أعضاء المجلس البلدي من يافا، عضو المجلس البلدي امير بدران وعضو المجلس البلدي عبد أبو شحادة، العودة في أسرع وقت الى التحالف البلدي بشكل كامل بهدف التأثير على تحركات قيادة البلدية في المواجهة ضد ادارة اراضي إسرائيل.
يجب ان يقال ومن تجربتي الخاصة كعضو مجلس بلدي سابق ان عدم مشاركة أعضاء المجلس في الائتلاف البلدي يقلل من الميزانيات التي يحصل عليها الوسط العربي. من الجدير بالذكر، ان التعاون مع ادارة البلدية كان مفيدا للغاية في حل قضية مقبرة "طاسو" في السنوات الاخيرة.
انهاء سياسة "المقاطعة" من طرف الهيئة الإسلامية
للنجاح في هذه القضية الخطيرة يجب على إدارة الهيئة الإسلامية في يافا تغيير سياستها بمقاطعة البلدية والتعاون لحل ازمة السكن. ونحن كعرب يافا نواجه واقعًا صعبًا وخطيرًا للغاية يتمثل في إخلاء مئات العائلات من منازلهم، وبالتالي حان الوقت لتوحيد القوى وإلغاء المقاطعات. ويجب بدء الحديث والتعاون مع إدارة البلدية ورئيسها حول كيفية توحيد القوى واستخدام الجهاز البلدي من أجل النجاح في النضال المشترك.
إذا لم نتوحد امام المخطط الخطير ونسمح بفقدان بيوتنا فسيكون هذا صرخة للأجيال القادمة، إذ ان أجدادنا الذين تركوا لنا بيوتنا وديعة كأمانة لن يغفروا لنا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]