التغير سنة من سنن الحياة, وهو ضرورة فردية وضرورة اجتماعيه, والتغير هو انتقال من حال إلى حال, من السيئ إلى الحسن, ومن الحسن إلى الأحسن, وذلك على مستوى الأفراد, والجماعات والتنظيمات والحركات والمؤسسات والجمعيات والدول.
قد يكون التغير فرديا, وقد يكون جماعيا, والتغير الفردي يتعلق بالإنسان بسلوكه وعاداته وأعماله, فالإنسان ينتقل من مرحلة إلى مرحلة,من مرحلة الطفولة, إلى مرحلة الشباب, والى مرحلة ألكهوله, ثم إلى مرحلة الشيخوخة, هذا التغير في بنية الإنسان, سنه من سنن الحياة, وضرورة من ضروراتها, هذا التغير يحدثُ نضوجاً فكرياً, فيتغير سلوك الإنسان وفقا لكل مرحله من مراحل نموه وتطوره, فسلوك المراهق غير سلوك الطفل, وسلوك المتزوج غير سلوك المراهق, وسلوك الشيخ غير سلوك الشاب, يتغير اجتماعيا, عندما يتزوج وينجب أولادا, يتغير إذا توظف وصار في موقع مسؤولية, هذا التغير سنةٌ من سنن الحياة, وضرورة من ضروراتها, وهناك تغير جماعي تغير مؤسساتي, يتعلق بالتنظيمات والشركات والحكومات والدول.
مؤسسه فاشلة , شركه فاشلة, منظمه فاشلة, حكومة فاشلة, دوله فاشلة, تحتاج إلى تغير. التغير من متطلبات التقدم والتطور في كل دولة وزمان, التغير هو الذي يحدث التقدم والتطور في مختلف مجالات الحياة, على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والدول, والتغير سواء كان على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي, له أسس وقوانين, أهم هذه الأسس والقوانين هو قانون تغير العقليات, هناك الكثير من الدول متخلفة اقتصاديا وصناعيا وعلميا, لو بحثنا عن, أسباب تخلفها, لوجدنا العقول التي تدير مؤسساتها, عقول عفا عنها الزمن, انتهت صلاحيتها, لا تصلح لإدارة شركه, فضلاً عن إدارة دوله, لإحداث تغير, يجب تغير الأشخاص الذين انتهت صلاحية عقولهم ولم تعد تصلح لمواكبة العصر والتطور, معظم الدول المتخلفة, والمؤسسات والشركات المتعثرة, ترفض التغير, لماذا؟ لان التغير يطيح بتلك الرؤوس التي انتهى مفعولها, يذهب بأشخاص ويأتي بآخرين.
من أين نشأ التخلف؟ من الذي أوجد المشكلات ألاجتماعيه والاقتصادية؟ من أوجد الفقر, من تسبب بالتخلف؟ تلك الرؤوس التي انتهت صلاحيتها, لا يمكن إحداث تغير بنفس العقول التي كانت سبباً في التخلّف, العقليات التي تسببت بالتخلف التي أدت إلى الفشل, لا يمكن أن تغير, إن اعتمدنا عليها في التغير فحتماً سنفشل, لكي نحدث تغيراً, إما أن نأتي بأناس آخرين, وإما أن ُيغّير الحاليون عقلياتهم, وليس من السهل تغير العقليات الصدئة, الأسهل بكثير أن نأتي بأناس آخرين,هذا القانون هو الذي يفسر لنا سبب تخلف بلداننا العربية في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة, هناك أشخاص يتربعون منذ عقود على سدة الحكم وبطرق غير مشروعه لم يتغيروا, ما هي الأسباب التي تمنع من التغير؟ الأسباب كثيرة ولكن أهمها حب الكرسي, حب المنصب, هذا داءٌ لم يسلم منه إلا من آثر ما عند الله, على ما عند البشر, من آثر الآخرة على الحياة الدنيا, وهم الندر القليل.
هؤلاء وضعوا بلادهم وشعوبهم تحت الوصاية الأجنبية من اجل البقاء على الكرسي, نعود إلى التغير على مستوى الفرد, أي إنسان لن يتغير إلا إذا أراد هو التغير, وبادر إليه, التغير يبدأ من الداخل وليس من الخارج, يقول الله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الله عز وجل لا يتدخل إذا الإنسان نفسه لا يحرّك, لا يعمل شيء, لا يبادر, لا يخطو ألخطوه الأولى نحو التغير, التغير لا تكفي فيه النية, يقول المرء إنا أريد أن أغير, لا تكفي فيه الرغبة, النية والرغبة يجب أن تتبعها خطوات التغير, ألخطوه الأولى نحو التغير تحتاج إلى أربعة أمور, الأمر الأول: أن احدد الهدف الذي أريد أن اصل إليه, ما هو الهدف الذي أريد تحقيقه.
الأمر الثاني: أين أنا من الهدف ألان. الأمر الثالث:تحديد الطريق الذي سأسلكه والمراحل التي سامر بها للوصول إلى الهدف, الأمر الرابع: لا بد من تغير البيئة التي أعيش فيها, أي الصحبة الفاسدة, لأنها المعيق الأكبر للتغير.
الوعظ والخطب لا تحدث تغيراً, أن نقول في الموعظة وفي الخطبة إن الأمة متخلفة, وإنها ستنهض وترتقي وتقود الأمم لأنها خير امة أخرجت للناس, هذا هراء لا يغير شيئاً, لا يحدث تغيرا, لا بد من إجراء دراسة, لا بد من عملية مسح لما أريد تغيره, يجب وضوح الهدف ووضوح الرؤية ماذا أريد أن أغير؟ التغير يجب أن يكون محسوباً مدروساً, الهدف من التغير هو تحسين الأوضاع الاداريه والاجتماعية والاقتصادية والعلمية.
كل ما مر بنا يرتكز على أساس لا بديل ولا غنى عنه للتغير, وهو تغير النفس, ولكي أغير نفسي يجب أن اعرف ماذا أريد أن أغير في نفسي؟ وهذا يدعو إلى معرفة عيوبي, ما من إنسان إلا وله عيوب, ومن لم يعرف عيوب نفسه لا يستطيع تغيرها, على كل إنسان أن يجلس مع نفسه ويبحث عن عيوبه وان يكتبها أن يدونها على ورقه, ومن ثم يباشر الإصلاح يباشر عملية التغير, تغير السلوك الشاذ تغير العادات السيئة, من هنا تبدأ الانطلاقة نحو التغير للأحسن
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]