قال تعالى(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال جل في علاه(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) وبعد فإن للسان آفات لا نجاة من خطرها إلا بالصمت أو موازنة الكلام,وكثيرًا منا لا يعد الكلام من العمل وما علم أنه يحصى عليه كل لفظ وقول وأنه غدًا محاسب على كل كلمة وحديث,قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه وينفعه).
وهل منا من أحد ينكر أن علينا حافظين..؟ كرامًا كاتبين..؟ عن اليمين وعن الشمال قعيد..؟وما نلفظ من قول إلا لدينا رقيب عتيد..؟!
مجالسنا الطويلة بماذا نعمرها,وبأي أمر نجملها وهي مجالس طويلة بعضها يمتد ساعات عديدة فهل امتلأت هذه المجالس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن والتعوذ من الشر..أم أنها مجالس غيبة ونميمة وفضح أسرار وتحري عيوب الناس والسخرية من أناس آخرون هل وقفنا بألسنتنا عند هذه الأمور.؟ وتفكرنا في قوله تعالى(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)
هل سنتحسّر يوم لا تنفع الحسرات.؟
هل سنندم يوم لا تنفع العبرات ؟ هل سنقولها هناك فيقال لنا هيهات هيهات.؟ هل سينفعني زرف الدموع,والبكاء،والنـّدم.؟
فهل أضحى التهليل والتكبير ملازمًا لنا,وأصبحنا والقرآن ربيع قلوبنا,أم أن نصيب الدنيا في ألسنتنا هو الغالب وذكر الله وقراءة القرآن هو النادر,وها نحن في منحدر من الدنيا وإقبال على الآخرة..
فنتفاجأ يوم القيامة بذنوب كالجبال من آفات اللسان,يتعلق بنا من بهتناه,ويمسك بنا من اغتبناه,ويقبض على رقبتنا من استهزئنا به وقد ننسى أننا قد قمنا بفعل هذا العمل أو التفوه بذاك القول فقد أحصاه الله ونسوه.
اخواني أخواتي حديثنا ننساه بمجرد اطلاق الكلمة وانتهاء المجلس لكنه محصى علينا,موقوفون نحن حتى يقتص منا,يؤخذ من حسناتنا ونحن بأمس الحاجة لكل حسنة فإذا لم يبقى حسنات لدينا,أُخذ من سيئاتهم وحط في ميزاننا,فمن نريد تحقيره في هذه الدنيا ها هو الفائز اليوم,قد أخذ من حسناتنا,فهلا احتفظنا بحسناتنا لأنفسنا.؟
دع عنك ذكر فلانة وفلان***واترك لما يلهي عن الرحمن واعلم بان الموت يأتي بغتة***وجميع ما فوق البسيطة فان فإلى متى تلهو وقلبك غافل ***عن ذكر يوم الحشر والميزان
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم " فإن كنا نبتغي العلا من الجنان فعلينا بحفظ اللسان..
اللهم ارزقنا لسانًا ذاكرًا وشاكرًا وجنبنا لسانًا كاشفًا للعورات للأسرار فاضحًا..
أختكم في الله أصالة محمد أبو زيد
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]