قبل الشروع بالقراءة, أتوجه بالتحية إلى جميع المؤسسات والجمعيات, والناشطين من مختلف الشرائح الذين اعدوا وخططوا ونظموا هذه التظاهرة المميزة, مميزه بتنوّع المشاركين فيها, أطفال وفتيات وشباب ونساء ورجال وشيوخ, مسلمون ومسيحيون ويهود, جميع المشاركين مجمعون على نبذ العنصرية ونبذ الكراهية والاستعلاء على الآخرين, المشاركون جميعاً يدعون إلى العيش المشترك بكرامة, ويدعون إلى العدالة الاجتماعية والمساواة, وهذه من أبسط حقوق الإنسان.
وما يميز هذه التظاهرة أنها تظاهرة شعبية, أهالي يافا جميعهم مُمَثلين فيها, كل يافاوي له فيها سهمٌ, صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً, حتى من لم يشارك مشاركة فعلية لعذرٍ ما, أو لسبب من الأسباب, له فيها سهمٌ, لأنه مؤيدٌ لها بقلبه وعقله ووجدانه, هذه التظاهرة خلقت جوّا من التوافق بين جميع أهالي يافا ممثلين بالمؤسسات والجمعيات واللجان المختلفة.
ولما رأيت هذا العدد الكبير في التظاهرة, من الأطفال والشباب انتابني شعور بالفخر والاعتزاز, وإلى جانب ذلك شعرت بالخوف والقلق على مستقبل هؤلاء الشباب والأطفال, في ظل هذه العنصرية والكراهية والعداء للعرب.
الأمر الملفت في التظاهرة هو أن المتحدثين الأفاضل وجهوا رسائل مقتضبة في كلماتهم إلى المؤسسات الحكومية وإلى البلدية وإلى المستوطنين, مفادها نحن عرب يافا ننشدُ العيش الكريم, ونرفض الضيم, ولا نصبر على المهانة والإذلال, واعتقد أن الرسائل وصلت واضحة لا لبس فيها, أرجو أن يُحسن أصحاب العناوين قراءتها.
وهناك رسالة لا تقل أهمية عن تلك, موجهةٌ من جميع أهالي يافا إلى جميع المؤسسات والجمعيات والحركات واللجان, وإلى جميع القيادات والناشطين في يافا تطالبهم بطي صفحات الخلاف أياً كان نوعها, لأن الخلافات إذا لم تُزال تبقى عائقاً أمام أي انجاز نسعى إلى تحقيقه في أي مجال, والاحتياجات والمتطلبات لا عد لها ولا حصر.
خلاصة القول القياديون مطالبون بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة, والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه, ويد الله مع الجماعة.
وفقكم الله وسدد خطاكم
الشيخ سعيد سطل أبو سليمان
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]