" قال الشارع كلمته " ...أظن أنها أكثر العبارات ترددًا في هذه الأيام، وهي الكلمة التي انسجمت مع تظاهرة اهالي مدينة يافا يوم السبت الماضي، حيث أفرزت القوى اليافية الموحدة أكثر من 3 الاف غاضب على سياسات بلدية تل أبيب التي دفعت قطعان من بيت إيل وكريات أربع ليعربدوا ويبتزّوا يافا وسكانها ما حذا بالمشاركين دعوة رئيس البلدية للاستقالة من منصبه.
ومع تظاهرة أهالي يافا التاريخية ضد المستوطنين وسياسة البلدية ، ثمة أمور، ضاق الصدر من كبتها ، وعافتْ النفسُ السكوتَ عنها.....
السؤال الاكثر إثارة...."لماذا أنقطع التيار الكهربائي عن ارض السوق"؟!!
مشهد أثار تساؤل المشاركين في التظاهرة .....
فيما كان يدخل الاف المتظاهرين أرض السوق ترددت ألسن المشاركين سبب اختيار هذه النقطة لانعقاد المهرجان الخطابي !!! ظلام دامس وشاحب ،نزل على أرض السوق ،ظلام أسود كسواد عيون المتربصين، بدا يتضح مشهده منذ ان دخلت الحشود منطقة السوق من شارع ييفت الرئيسي.
لم يعلم أحد حتى اللحظة السبب وراء إنقطاع التيار الكهربائي في تلك النقطة!! لكن أوامر صدرت لقطع التيار الكهربائي خرجت إلى حيز التنفيذ يوم التظاهرة "السبت "(الساعة الخامسة ولغاية الثامنة والنصف مساء) – هي ساعة عودة التيار-.
ثلاثة من النفر على الأقل كانوا على دراية تامة سبب انقطاع التيار الكهربائي ،هو قائد محطة يفتاخ، ورئاسة البلدية، ورجل تنفيذ التعليمات لا أعلمه.
هذه التعليمات لم تكن أبدًا مجرد إجراء أمني،أو حفظ النظام ، إنما اجراء إعلامي أراد أوخايون إخفاء صوت الغاضبين في الإعلام الإسرائيلي، وليشوش على الصحفي والمراقب المشهد، والعبث في لقطات المصوّرين، وليقلل من شأن وعدد المتظاهرين الغاضبين.
غبي ومتعامي...... لكنه ليس مغفلاً
كثيرة هي الفعاليات الاحتجاجية التي أقامها الأهالي في مدينة يافا خلال عام 2010،والتي كانت محل اهتمام إعلامي محلي وقطري ،وكثيرة أيضًا التحفظات التي تنشرها جهات غبية في المدينة تسعى لتنفيذ أجندة البلدية والسلطة في التقليل من شأن تلك الفعاليات الاحتجاجية وذلك عبر نشر أرقام كاذبة لأعداد للمتظاهرين في الاحتجاجات والنضالات الشعبية...
ولمن نسي أو تناسى:-
المهرجان الخطابي "صمود وبقاء " في الجبلية حيث شارك نحو 650 متظاهر كان هنالك من يصرّ على أنهم 150 متظاهر...
تظاهرة " عنف الشرطة" التي جاءت بعد تطاول يد البطش والعدوان من قبل الشرطة على الأهالي في يافا، حيث خرج نحو 850 متظاهر من دوار الساعة بإتجاه محطة يفتاخ، ففوجئنا بمن يصرح للإعلام أنهم 250 متظاهر...
تظاهرة "غزة في قلب يافا"، التي خرجت ترفض حصار قطاع غزة ،من الجبلية بإتجاه مسجد العجمي ،فقد شارك نحو 750 متظاهر يجوبون الشوارع ،كانت منابر تصر على أنهم بضع عشرات....
تظاهرة الاعتصام أمام بيت عائلة ارحيل التي جاءت استجابة لنداء العائلة في ضرورة التصدي للمستوطنين الذي اعتدوا على حرمة العائلة، فقد شارك نحو 600 معتصم ومتظاهر أمام بيت العائلة فيما أصرّ أحدهم أنهم 200 متظاهر...
تظاهرة السبت الماضي في يافا ضد المستوطنين، حيث شارك نحو 3000 متظاهر ويزيد فإن هنالك من المنابر أصرت على أنهم 1000 متظاهر وذكرهم بالعدد على إعتبار أنه قام بعد المتظاهرين ....
كلنا على دراية تامة بتلك المحاولات الرخيصة للتحجيم والتقليل من وزن تلك التظاهرات والاحتجاجات، وذلك بخفض الاعداد لتنقل للإعلام والمعنيين (الشرطة والبلدية) على انها صرخة لقلة من النفر في واد... ونحن على يقين تام أن من يسعى لتحديد تلك الارقام وذكرها بالعدد أنه متعامي أو غبي لكنه بحال ليس مغفلاً.....
ماذا بعد تظاهرة السبت ؟!!!
لا شك أن تظاهرة يوم السبت الماضي كانت قوية بعدد مشاركيها (3000 متظاهر)الذين نددوا بسياسة خولدائي وحكومة اليمين الإسرائيلي العنصرية.
ومع نجاح تاريخي حققته الوحدة اليافية عبر وحدتها فإن ضرورة سيرورة الانعقاد ما زال مطلب العشرات من اليافيين، وذلك للخطر المحقق بالمدينة والمواطنين بعيدًا عن الافراد والاشخاص والمصالح الشخصية الضيقة.
فقط عندما انعقدت الوحدة بحضور (جهات من خلفها جمهورها :الهيئة الإسلامية والحركة الاسلامية بشقيها، وحركة الشبيبة اليافية والجبهةـ والرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، والجمعية الأورثوذكسية) تحققت الغاية وتحقق معها العمل الناجح ،ما أنعش الحياة الوطنية وحب المدينة وتعزيز الانتماء...
وندعو الجميع العمل على الاجتماع مرة أخرى والخروج بفعاليات احتجاجية وهي كثيرة لا سيما وأن ذكرى يوم الارض الخالدة قريبة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]