مع انبلاج فجر هذا العام وقبيل طلوع شمس الحرية علينا . كنا ما زلنا نودع العام السابق وننفض عن ثيابنا همومه ومآسيه , ونتنفس الصعداء بانتهاء عام رحل عنا دون أن يرسم البسمة على شفاه شعوبنا العربية من النهر إلى البحر ومن العراق إلى فلسطين ومن المغرب العربي إلى القهر الذي بدا لنا أبدي.
وما أن مرّت أسابيع على هذا العام حتى علت صرخة من قلب تونس هزّت عالمنا العربي وزعزعت عروش الاستبداد في العواصم العربية وألقت بزين العابدين إلى مزبلة التاريخ ومعه شريكة حياته ليلى حتى راحت سوزان امرأة فرعون مصر لتجهّز حقائب السفر مع تذاكر باتجاه واحد ليحتفل الشعب المصري بالحرية والرفاه بعد ثلاثة عقود من الزمن.ومع نهاية هذه الحقبة المظلمة من تاريخ الشعب المصري نقول ألف مبروك لنا وللشعب المصري وللعالم العربي أجمع بسقوط الطاغية فرعون مصر الحديثة. نقول ذهب هو فعل ماضي مبارك .
كان لا بد من هذه المقدمة لأننا جزء من هذا الشعب وجزء من هذه الأمة , حيث أننا كباقي الشعوب العربية نطمح للحرية والعيش الكريم على تراب وطننا الغالي بعزة وكرامة متحدين كل المخططات السلطوية التي تعمل ليل نهار على اقتلاعنا من أرضنا وبيوتنا. أن الإدراك الكامل الذي وصل إليه الشعب المصري جعله يضع نصب عينيه هدفا واحدا لا تنازل عنه وهو إسقاط النظام وما دام الشعب مصراً على هذا الأمر فإنه سيتحقق لا محالة وعناد مبارك لن يفيد ومحاولته الفاشلة لن تجدي نفعا فعندما يقرر الشعب أن الطريق إلى الحرية تمر عبر دحر الاستبداد فلا بد لنظام فاسد وقائد مستبد أن يرحلا وهذا ما سيحدث في القريب العاجل إن شاء الله.
نعم لا بد من تحديد الهدف وتوجيه بوصلة العمل الجماهيري نحو الهدف. ولا بد من خطة عمل مدروسة تكون وسيلة لتحقيق الهدف والأهم أن تعرف السلطة أن الشارع اليافي بكل أطيافه لن يهدأ حتى تتحقق مطالبنا وعلى رأسها تنفيذ الاتفاقية مع وزارة السكن ببناء 400 وحدة سكنية جديدة للمجتمع العربي في يافا. هذه الاتفاقية التي وقّع عليها مدير عام وزارة السكن هي سند قانوني يمكن الاعتماد عليه ومطالبة المحكمة العليا بفرض تنفيذ الاتفاقية التي تم التوقيع عليها عام 1996 بما معناه أن مجتمعنا الشاب بحاجة اليوم إلى أكثر من 1000 وحدة سكنية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أننا لا نكتفي بالمطالبة ببناء الوحدات السكنية المذكورة أعلاه بل والتشديد على أن الحل يجب أن يكون أولا في الأحياء العربية في يافا ونطالب السلطة بأن تعتبر أرض السوق أحد المواقع الأكثر ملائمة للحل المطروح ولكن نقول أن هناك العديد من المواقع داخل حي العجمي وبالتحديد إلى الغرب من شارع يفت يمكن أن تلاءم لبناء وحدات سكنية للعرب فنحن العرب نحب سماع صوت الآذان وأجراس الكنائس تقرع .
ومن عادتنا أن نعيش مع بعضنا البعض متحدين ومتآخين يراعي الواحد منا الآخر ونسعى للحفاظ على وجودنا كجزء من الشعب العربي الفلسطيني الذي قرر البقاء والصمود على تراب الوطن الغالي.
أمست الصورة واضحة للجميع , مشروع التهويد ما زال مستمراً. وجودنا في يافا يأرق منام البعض من حولنا . وهناك من يعتبر تجميع السكان العرب من أبناء يافا في حي العجمي كان خطأ تاريخي لا بد من إصلاحه, وما كان لدمعة أن تسيل على وجنتي بن جوريون لو رأى بيوت يافا قد حرثت كما هو الحال في المنشية. وباعتقادي أن المشروع المطروح لم يعد مشروعا تهويديا بقدر ما هو مشروع تطهير عرقي ليافا من العرب . وهل تبقى يافا عربية بدون عرب ؟ . ويافا مدينة بناها العرب وتنادي كل يوم من فوق مآذنها خمس مرات الله أكبر على الظلم وعلى العنصرية وعلى كل المخططات التي ترسم لا نقول تحت عتمة الليل بل في وضح النهار وعلى عينك يا تاجر.
بات واضحا للجميع الشركاء في الجريمة وهم دائرة أراضي إسرائيل كوسيلة لاقتلاعنا من بيوتنا وبلدية تل أبيب تخطط ووزارة الإسكان تضع الدمغة على المخططات. ولا ننسى الدخلاء من العملاء , عملاء مستوردون من الضفة والقطاع من العرب وآخرون من المستوطنات الذين أبوا إلا أن يكون لهم دور في عملية الاقتلاع فراحوا يعيثون فسادا في ألأرض اليافاوية الطاهرة بوابة فلسطين والأراضي المقدسة , أم الغريب التي تأبى إلا أن تكون بيتا للشرفاء. وسيأتي اليوم الذي يرحل عنا من تقيئهم غيرنا . لا بد من يوم يعرف فيه القاصي والداني أن لحمنا مر وأن صخرتنا صلدة وعنيدة وأن شبابنا إن عطشوا يعصرون الصخر ويأكلون التراب إن جاعوا كما قالها شاعرنا الراحل المناضل توفيق زياد. فشباب يوم الأرض هم أصحاب الأرض وأصحاب البلاد ولا تنازل عن حقنا بالبقاء في يافا رغم أنفهم ورغم كل مخططات التهويد التي يعملون على تطبيقها كما يبني النحل ؟؟
نقر ونعترف لرئيس بلدية تل أبيب على المجهود الكبير الذي قام به في يافا من بنية تحتية ومنتزهات وشوارع تخترق سكون الليل في أحيائنا الدافئة. ولكن كل ما يقوم به الدكتاتور من الطابق العلوي في بلدية تل أبيب ما هو إلا تكريس لتنفيذ الخطة أعلاه , نقول له خذ منتزهك وأعد إلينا أكثر من 3000 وحدة سكنية هدمها جهازك من القصور العربية التي بناها أهلنا أبناء يافا قبل الرحيل. حبك النظر من فوق بات جزء من حياتك لا تحب معرفة التفاصيل ولا مشاهدة الضحية المهم أ، يتحقق الهدف ولكن نقول لك هيهات , نحن لك بالمرصاد ولمن سيأتي من بعدك , نقول لك أننا هنا باقون كشجرة السنديان كصخرة أندروميدا مهما علت الأمواج من فوقتها تعود شامخة مخاطبة أهلنا في يافا على أعلى نقطة في الساحل أنكم أصحاب الأرض منذ ألطوفان.
لا هدوء ولا استقرار في يافا إل ببقاء أهلنا في يافا . لا مخططات ولا سياسات يمكنها اقتلاعنا من أرضنا وبيوتنا . فيافا هي فينا وجزء منا وقد قالها شيخنا الفاضل إما أ، نعيش عليها شرفاء أو نفن فيها شهداء.
يافا لا تخشى البرد في شباط ولا عتو المستبد في الطابق العلوي والف مبروك للشعب المصري بالثورة التي تكللت بالنصر .
عبد القادر سطل
شباط 2011
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]