بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} أما بعد فما منا من عبد معصوم من المعاصي إلا حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام,فإنا قد امتلأت نفوسنا بحب الهوى والشهوات,وامتلأت قلوبنا بحب الدنيا ونسيت عقولنا ذكر الآخرة واستحل الحرام.ومع هذا فينادينا المولى عز وجل قائلًا {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال العلماء في هذه الآية"عجبًا لسيد يتودد إلى عبده" يا له من نداء يملأ القلوب أمنًا واطمئنانًا,ويا له من شرف أن يجعلنا الله {عبادًا} له جل جلاله وما طردنا من هذه الصلة لأنه يعلم ضعفنا وفقرنا وعجزنا وجهلنا وذلنا...
فما الذي يمنعنا من قرع باب التوبة رغم ذنوبنا مقابل المغفرة والرحمة الواسعة التي بملامستنا بأقوال الله عز وجل(يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)
ما أحلم الله عني حيث أمهلني ***** وقد تماديت في ذنب ويسترني
نعم,ما أحلم الله عنا,كم عصيناه ويسترنا.؟!
فإلى متى نحن غافلون عن التوبة وكل هذه نداءات ينادي بها الخالق.؟!
أما آن وقت الرجوع إلى الله.؟!
أما آن أن نسلم بين يدي الله.؟!
أما آن أن نتطهر من ذنوبنا.؟!
فوالله قد آن أن نذرف دموع الندم على ما نحن عليه والإعتراف بذنوبنا.فهل فكرنا كم عصيناه فسترنا,وخالفنا أمره فما عجلنا بعذابه.؟!
فلنقبل على الله بالتوبة الصادقة بتقربنا إلى الله عز وجل ملتزمين بالأوامر الإلاهية,منتهين عن النواهي ولا ندع أنفسنا تحدثنا بالمعصية,وإن كانت صغيرة,فمن الناس من إذا وقع في وحل المعاصي ومستنقع الذنوب استلذ ذلك وظل محصورًا في ظلام الفجور والخطايا.
فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين,فكم من أناس أذنبوا ومنهم من أفسدوا وبالتوبة أصلحوا وأصبحوا من أولياء الله المقربين.
واليكم إخواني وإخواتي وإيانا شروط التوبة:
*الإقلاع عن المعصية.
*الندم على ما فات.
*العزم على عدم العودة إلى المعصية.
*رد المظالم والحقوق لأهلها.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف إيماننا,وقلة صبرنا,وجرأتنا على معصيتك.
أختكم في الله أصالة محمد أبو زيد
التعليقات