الاثنين ، 20 ذو الحجة ، 1446 - 16 يونيو 2025
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

الحركات الإسلامية ومأزق الصراع مع الأنظمة .. بقلم: ساهر غزاوي

يافا 48 2025-04-24 08:25:00
الحركات الإسلامية ومأزق الصراع مع الأنظمة .. بقلم: ساهر غزاوي


الحركات الإسلامية – ولا أقصد هنا جماعة الإخوان المسلمين وحدها، وإن كانت من أبرز هذه الحركات – نشأت وفي جوهر رسالتها الدعوة إلى الإسلام، ونشر قيمه، وتعزيز الالتزام الديني بين الناس. كما اضطلعت بأدوار اجتماعية وخيرية، خاصة في البيئات التي تعجز فيها الدولة عن تلبية احتياجات المجتمع.

لكن هذه الحركات، إلى جانب ذلك، تبنّت خطابًا مقاومًا للاستعمار، ودعمت حركات المقاومة ضد الاحتلال أو الأنظمة الاستبدادية. من هنا، لا يمكن لأنظمة الاستبداد العربي أن تتسامح مع وجودها، لأنها تتعارض مع الأدوار الوظيفية التي تُرسم للفاعلين السياسيين في المنطقة. وإذا ما بدت تلك الأنظمة متسامحة أو صابرة، فإنما هو صبر تكتيكي موقت، سرعان ما ينقضي عند أول منعطف أو تحت أي ذريعة.

لقد أثبتت التجربة – وهي جديرة بالتمحيص والاستفادة – أن اندماج الحركات الإسلامية في برلمانات الدول العربية لم يكن مجديًا، لا من حيث التأثير في السياسات العامة، ولا في الضغط من أجل التغيير أو التحرر من التبعية، سواء كانت للغرب أو للشرق. بل إن هذا المسار البرلماني اتضح مع الوقت أنه لا يعدو كونه إهدارًا للوقت والجهد، في واقع سياسي مغلق لا يسمح بالتأثير الحقيقي.

وعليه، فإن المراهنة على الخطابات البراغماتية أو الأساليب الناعمة سرعان ما تتبدد، لأن مصير هذه الحركات – في نظر الأنظمة – سيظل هو الإقصاء، مهما قدمت من خدمات، ومهما تبنت من مرونة، ما لم تتخلَّ عن خطابها المقاوم للاستعمار ودعمها لحركات التحرر، ولو على مستوى الشعارات فقط.

وفي المقابل، فإن هذه الأنظمة لم تترك لتلك الحركات، من خلال القمع والملاحقة ومحاولات الاستئصال، إلا اللجوء إلى خيارات أكثر حدّة وأسلوبًا أكثر خشونة.

comment

التعليقات

1 تعليقات
إضافة تعليق

مدخلناش

2025-04-25 13:55:48

وين الحل لمقتل الشباب في الداخل؟!!!!!

إضافة رد
load تحميل
comment

تعليقات Facebook