هل يهدد تسونامي منطقة الشرق الأوسط؟ تحذيرات من كارثة محتملة قد تحصد آلاف الأرواح

في أعقاب الزلزال الذي ضرب اليونان مؤخرًا، أطلق خبراء الجيولوجيا في لبنان تحذيرات من خطر حدوث تسونامي في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر. ودعوا السلطات المعنية إلى تعزيز خطط التوعية والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة.

لا يزال اللبنانيون يتذكرون مشاهد الذعر التي رافقت زلزال تركيا عام 2023، وسط مخاوف من تحرّك الصدع الزلزالي في وادي الأردن، الذي يمر عبر الأراضي اللبنانية. ومع الزلزال الجديد في اليونان، عادت الهواجس لتطفو مجددًا بشأن احتمالية وقوع هزات أرضية أو موجات تسونامي.

الخبير الجيولوجي الدكتور طوني نمر أوضح أن "الوضع لم يتغير كثيرًا"، مضيفًا أن "ما نطرحه اليوم هو تذكير بواقع جغرافي وجيولوجي نعيشه، وعلى دول حوض البحر المتوسط أن تعي تمامًا طبيعة المخاطر التي قد تواجهها". وأكد أن تأثير زلزال تركيا قد انتهى، لكن الأهم هو فهم الصورة العامة، خاصة مع ازدياد الوعي الشعبي بخطورة الأوضاع الجيولوجية.

من جانبه، أوضح الدكتور نديم فرج الله، الباحث الأكاديمي والمسؤول عن مكتب الاستدامة في الجامعة اللبنانية الأميركية، أن التسونامي غالبًا ما ينتج عن زلازل أو نشاط بركاني أو تغيّرات جيولوجية تؤدي إلى انهيارات ساحلية. وأضاف أن هذه الانهيارات قد تؤدي إلى غرق أجزاء من اليابسة، ما يسبب موجات ضخمة قد تضرب السواحل.

وأشار فرج الله أيضًا إلى دور التغير المناخي في تفاقم الظروف الجوية، ما قد يؤدي إلى عواصف شديدة وارتفاع مستوى الأمواج. ورغم أن الطقس بحد ذاته لا يسبب التسونامي، إلا أن آثار تغيّر المناخ كارتفاع حرارة الأرض، قد تؤدي إلى كوارث طبيعية أكثر قسوة وتكرارًا مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف.

بدوره، شدد الدكتور طوني نمر على أهمية دور البلديات المحلية في التوعية المجتمعية، من خلال مبادرات تشرح كيفية تحرّك أمواج البحر وكيفية التصرف في حال وقوع كارثة. وأكد أن التحضير المسبق وتثقيف المواطنين مسؤولية يجب أن تتشارك فيها الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.

ورغم أنه لا توجد مؤشرات وشيكة على وقوع تسونامي في المنطقة، إلا أن الخبراء يحذرون من التقاعس، ويشددون على ضرورة الاستعداد والتأهب، خاصة في ظل التغير المناخي الذي قد يؤدي إلى موجات بحرية عالية أو حتى تسونامي مدمر قد يودي بحياة الآلاف.