الأب قسطنطين نصار: إن عدم قيام البلدية بتزيين الشوارع والأزقة لهو تقصير واضح وفاضح

وصل موقع يافا 48 رسالة خطية كتبها الأب قسطنطين نصار راعي الطائفة الارثوذكسية في مدينة يافا حول تقصير البلدية في تزيين الشوارع احتفالاً بعيد الميلاد المجيد، وجاء في رسالته "

ينتظر العالم أجمع بفارغ الصبر كل عام عيد الأعياد "عيد الميلاد المجيد" والذي من خلاله يشترك به الكبير قبل الصغير الجد قبل الحفيد، والأهل قبل الأولاد في تحضير الكنائس والمنازل والموائد الميلادية.

لذلك يهم العالم من جميع أقطاره لتزيين أزقة الشوارع والمجمعات التجارية العامة والخاصة حتى تضيء هذه البلدة مثلما أضيء النجم الذي ظهر يوم ميلاد المسيح وزين السماء.

إن هذه الفترة الرائعة من اسنة تخلع عن الانسان ولو لفترة معينة ثوب الهموم والمشاكل وتُلبسه ثوب الفرح والمحبة فترى الناس تتجمع في أماكن عدة باحثة عن أجواء ميلادية جميلة تتبادل مع بعضها البعض المعايدات المعبرة عن المحبة والإحترام.

إننا في يافا وأنا بالذات أقوم بالبحث عن أماكن ميلادية خارج يافا فأذهب إلى الناصرة وإلى حيفا وعكا وبيت لحم والقدس والعديد من القرى وأرى هناك فرحة الناس تعم تلك البلاد.

إننا نكلم الناس دائماً في الكنائس والمدارس والبيوت بأن الميلاد هو ميلاد سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح ونعلمهم مبادئ الميلاد المبنية على المحبة والمسامحة والتواضع ولا نريد من الناس أن يضعوا الأشجار والزينة ونسون صاحب العيد، أي لا نريد أن تُصبح الأمور والمواضيع الأساسية ثانوية والثانوية أساسية.

لكن لا نقبل أيضاً أن تُدفن هويتنا المسيحية تحت التراب بل يجب أن يعلم الجميع أننا نحن هنا موجودون نحيا في هذا الوطن.

إن عدم قيام البلدية بتزيين الشوارع والأزقة لهو تقصير واضح وفاضح مع أننا توجهنا بطلب من البلدية ورئيسها بتحسين هذا الوضع المخجل ولكن لا حياة لمن تنادي، بل يتكرمون علينا بوضع ثمانية أحبال ملونة في أربع مناطق في يافا كلها "وهذه الزينة" لا تعطي أي رمزاً خاصاً للميلاد ولا تظهر أجواء احتفالية أبداً بل تزيدنا اشمئزازاً للاستهتار المتواصل، فإلى متى سيبقى هذا الوضع؟ لماذا تتصرف البلدية هكذا؟، هل لأن هذه ميزانية كبيرة لا تقدر البلدية على تحملها؟، وإننا نتكلم عن بلدية تل أبيب "يافا"، لماذا تُزين بلاد آخر مثل عكا وحيفا وهي البلاد المختلطة ونحن لا؟ وأسئلة أخرى تختصرها كلمة واحدة وهي لماذا؟.

إننا نعلم أن هناك أموراً كثيرة في المدينة يمكن أن تكون أهم وأكبر مثل السكن وارتفاع الأجوء وغلاء المعيشة والنزاعات والخلافات المتنوعة وجرائم القتل المتكاثرة والمتكررة، لكن هذا لا يمنعنا من المطالبة بالأمور البسيطة والصغيرة، إذا كانت المؤسسات والمسؤولين يحتاجون لوقت هذا لا يمنعنا بالمطالبة بأمور أخرى وهذا من حقنا ما دمنا موجودون هنا وندفع كل المستحقات للبلدية وغيرها من الجهات الحكومية.

إننا نتوجه هذه المرة عبر الإعلام للبلدية والمسؤولين ليس لتحسين بل لتغيير الأوضاع وعدم وضع حجج فارغة، ونحن سنقوم بدورنا بتوجيه رسالة خطية للبطريركية نشرح بها هذه الأوضاع في يافا حتى يقوموا هم أيضاً بالحديث مع الجهات المسئولة.

إننا نطالب بحقوقنا نحن ككنيسة مسيحية لإظهار كياننا ووجودنا كمسيحيين في هذه البلاد كما يطمح الآخرين بذلك، ولا عيب بذلك ولن نصمت حتى تتحقق هذه المطالب في الأعياد القادمة، أعادها الله علينا وعلى أبناء هذه البلد باليمن والبركة.

وكل عام وأنتم بخير.