يافا: عائلة مرزوق - عائلة يافية عاشت وماتت كما تتمنى

وفاة الداعية وسام مرزوق "أم داوود" لم تكن وفاة لشخصية عادية، إنما وفاة عائلة دعوية بأكملها وذلك بعد وفاة زوجها المقرئ محمد مرزوق "ابو داوود" الذي وافته المنية قبل حوالي 9 أعوام.

فهذه العائلة ماتت كما تتمنى وسط العمل الدعوي في مدينة يافا، حيث قضت العائلة جل حياتها بتلاوة القرآن وتعليمه للناس، وتعليمهم الخير وبرز اسمها في المساجد والمنتديات الدعوية على المستويين المحلي والقطري.

وبوفاة المقرئ محمد مرزوق "ابو داوود" قبل نحو 9 أعوام اثر أزمة قلبية ألمت به، توفي الشطر الأول من العائلة التي لم تُرزق بأولاد، إلا أنها عائلة تعتبر مثلاً يحتذى به في كل مكان وزمان، فهي عائلة تجمعت فيها خصال حب الدين، حيث برز اسم المقرئ أبو داوود كأفضل مقرئ محترف للقرآن أجاد التلاوة برواية حفص عن عاصم، وكان معلماً ومقرئاً وبرز دوره في الوعظ والارشاد وتعليم الناس قراءة القرآن، كما أنه كان إماماً لمسجد العجمي في مدينة يافا.

أما الشطر الثاني من العائلة فقد توفي بوفاة المرحومة الحاجة وسام "أم داوود" التي ماتت كما تتمنى، حيث يُروى عنها أنها كانت محبة للناس وأنها قامت في أيامها الأخيرة بالتفرغ للتقرب إلى الله والانشغال بمرضها الذي ألم بها وآثرت أن تفصح عنه للقريب والبعيد، كما أنها قامت بكتابة وصيتها وطرز كفنها بيدها، ولم تتخلى للحظة عن الحقل الذي تربت فيه كأول داعية عرفتها المدينة منذ أوائل الثمانينات.

وفي نفس السياق طلب مدير مدرسة الثانوية الشاملة المربي عبد الحليم سطل يوم أمس الثلاثاء وفي الكلمة الصباحية كافة الطلاب وطاقم المعلمين في المدرسة بقراءة الفاتحة لروح المرحومة أم داوود، كما وتوقف عند مناقب في حياتها ووصفها بأنها أول داعية عرفتها المدينة على المستوى النسائي، وقال أن دورها برز بين أم ومرشدة وواعظة لم تعرف لها المدينة مثيل، كما أسهب بالحديث عن محطات في حياتها داعياً لها أن يرزقها الله أهلاً خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها.

يشار إلى أن حقل الدعوة النسائية في مدينة يافا خسر كادراً آخر بعد وفاة الداعية أم حسام أبو زيد رحمها الله.