"موجوع"
"محروم"
"مقهور"
"سقعان"
"يأسان"
"نعسان"
كلمات نقولها ونسمعها,
كلمات عاديّة, عفويّة,
نستخدمها بشكل دائم كي نشكو "حياتنا المتعبة المقيتة" أو كي "نخفّف الثقل عن أنفسنا" أو كي نتقاسم "الهمّ المشترك لعيشتنا" !!
أصْدقكم القول عندما أقول أنّ هذه الكلمات لم تعد بالنسبة لي عاديّة !!
اذ أتنبّه سريعًا أن هناك بشرًا يعيشون على هذا الكوكب, في العصر الحالي, "يسكنون" على بعد 35 كم.. يعانون الأمرّين ويتذوّقون العلقم.. وعندما أسمع كلمة :-
"تعبان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر يحرمون من العمل والدراسة !!
"جوعان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر يموتون كي يحصلوا على حفنة طحين !!
"عطشان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر يتسمّمون من الماء الملوّثة !!
"زهقان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر أصبحت أكبر تسلية أطفالهم أرجوحة متواضعة من بقايا القذائف والدّبّابات !!
"عيّان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر تُجرى لهم عمليّات بتر دون تخدير !!
"زعلان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر ليس لديهم الوقت للزّعل على أمواتهم حتّى, فهناك قنابل ومسيّرات بانتظارهم !!
"شوبان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر يتزاحمون لمأوى بخيام على الرّمل !!
"قلقان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر منشغلون بأي طريقة سيموتون؟
تجويعًا, قصفًا, أو حرقًا !!
"غضبان".. أتنبّه أن "هؤلاء" البشر نزحوا بيوتهم, فقدوا أحبّتهم وليس لهم مأوى الّا الله !!
لا !!
هذه الكلمات لم أعد أتحمّل سماعها من أيّ أحد !!
وهذه الكلمات أصبحتُ أشعر بالخجل حتّى عندما تخطر على بالي !!
نعم ..
أصبحت أخجل من الارتواء !!
أصبحت أخجل من الشّبع !!
أصبحت أخجل من سرقة لحظة فرح !!
أصبحت أخجل من العيش حياتي الطبيعيّة !!
فطعامنا, شرابنا, حفلاتنا, رحلاتنا, أعياد ميلادنا, أفراحنا لم تكن تفيد أحدًا في الماضي, أمّا اليوم فقد أصبحت من الأمور الحياتيّة الهامشيّة, غير المعتبرة وليست لها أهميّة, لا تُقدّم ولا تُؤخّر وحتما لن تساعد أحدًا لكنّها من المؤكّد تضرّ بنفسيّات غيرنا ..
"هؤلاء" البشر الّذين يعيشون على هذا الكوكب, في العصر الحالي, "يسكنون" على بعد 35 كم, المجوّعون, الحفاة, المستهدفون
علّمونا معنى الحياة الحقيقيّة,
علّمونا الصّبر والايمان,
علّمونا ما هي الأمور الحياتيّة المهمّة,
علّمونا الكرامة..
فرغم ويلاتهم ومآسيهم التي لم تمر على أي بشر بالتاريخ, نسمع ألسنتهم تتعطّر بذكر الله, يتمتّعون بقول "لا حول ولا قوّة الّا بالله", و "الله أعطى والله أخذ" و "الحمد لله".
تعالَوا بنا نسير حسب قيمة عظيمة التي هي من المفروض أن تكون دليلنا في كل مراحل الحياة, ألا وهي قيمة "فكّر بغيرك".
ف.. تعالَوا
لنرفع صوتنا
ولا نرفع صورنا
بقلم : حياة بلحة أبو شميس - يافا
اين صناع القرار أين الكتاب؟! واين اهل البلد من المذابح ؟! لماذا لم نسمع منهم ؟! أشكرك كل الشكر . الكلام يعبر عن خاطري
حياك الله على هذا المنشور... المليئ بالانسانيه... يا رب يا رب فرجك يا الهي....
آمل انك تقصدين اهل العزة بغزة الذي خذلهم البعيد والقريب واول من خذلهم هم نحن ، نحن الذي نبعد عنهم ٧١ كم ، هؤلاء البشر هم أهل غزة المجموعين والذين يرتكب بحقهم إبادة جماعية والعالم صامت ، بما فيهم العالم الإسلامي. هؤلاء البشر هم أطفال غزة الذين يحرقون وهم نائمون بخيامهم ، هؤلاء البشر هم أهلنا الذين يموتون جوعا ولم نحرك لهم ساكنا . هل نصرنا هؤلاء الأشخاص بكل ما نستطيع ام أن خوفنا وهواننا وضعفنا وتشتتنا وفقداننا للقيادة الراشدة وتشتتنا واختلافنا وقتلنا بعضنا البعض جعلنا اول من خذلهم هؤلاء البشر . لكم الله اهل غزة لكم الله اهل العزة والكرامة لكم الله فقد خذلناكم وخذلكم العالم كله .
"لا فض فوك، ولا عاش شانئوك، ولا بُرَّ من يجفوك، ولا عدمك محبوك، ولا عاش حاسدوك".
سلم تمك
احسنت انتقاء الكلمات وتصويرالواقع . فعلا هذا كلام في الصميم يا ريت الاستمرار في هذا النهج شكرا للموقع وشكرا للمربية
كل يوم احكي لاولادي هذا الكلام علّهم يستوعبوا الكلام. ليت من يتكلم بكلام مباشر بفيديو شكرا على الكلمات وشكرا على الطلة البهية
اشكرك على هذا الكلام فعلا مشكلة ابامة اننا لا نفكر بغيرنا
التعليقات