وإذا كانت خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين، وأمنا قد قالت لرسول الله ﷺ، تُهّون عليه وتطمئنه وتُبشره، وقد رأت عليه الخوف والجزع بعد نزول الوحي عليه أول مرة: "كلَّا، أَبْشِرْ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا، فوالله إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِم، وتصدُق الحديث، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْف، وتُعِين على نَوَائِبِ الحقّ" رواه البخاري.
يقول ابن القيّم رحمه الله: "لقد علمت رضي الله عنها بفطرتها، وكمال عقلها أن الأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة يليق بصاحبها من الله الكرامة والإحسان، ولا يليق بصاحبها الخزي والهوان".
وإننا نقول اليوم لأهلنا، وأبناء شعبنا في غزة، شيوخهم ونسائهم وأطفالهم، ونحن والعالم كله يرى ما هم عليه من الكرب والجوع والخوف والقتل والتشريد والقهر والخذلان: يا أهل غزة، إننا والله نشهد إنكم تحبون الله ورسوله، وتُنشئون أطفالكم على حفظ القرآن، وفتياتكم على الحجاب والفضيلة، وإنكم تَنشدون الحرية والكرامة وتكرهون الظلم والذلّ، وتعظّمون شعائر الله، وتصلون رحم شعبكم، بل عروبتكم وإسلامكم، وتعينون أمتكم على نوائب الحقّ، وقد أصبحتم أيقونة الدنيا ومضرب الأمثال بالصبر والثبات.
ولأنكم كذلك فإنه يليق بكم من الله الفرج والكرامة والإحسان، ولا يليق بكم الخزي والخذلان والهوان طول الزمان.
يا أهل غزة وكما قالت أمكم خديجة لرسول الله: أبشر فوالله لن يخزيك الله أبدًا، فإننا نقول لكم: أبشروا فوالله لن يخزيكم الله أبدًا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا .
متى يأتي الفرج...؟؟؟!!! بعد كل هذا الدمار!!!! استغفر الله العظيم!!!!
التعليقات