كلمة الموقع ... لماذا توقفت المسرحية فجأة؟!

كان من المفترض أن تدوم الحرب على إيران لأسابيع، وقد تحضّرت الأجهزة الأمنية المختلفة وكافة مؤسسات الدولة لحرب أطول بكثير.
فلماذا توقفت الحرب فجأة؟!

هل توقفت الحرب لأن إسرائيل حققت كافة أهدافها كما تزعم؟!

الجواب: لا، وألف لا.

لم تكن إسرائيل تتوقع هذا الصمود الإيراني أمام المباغتة التي مارستها أمريكا وإسرائيل ودول التحالف في قصفها المفاجئ على مرافق إيران الحيوية. لم يكن ساسة إسرائيل على دراية بحقيقة التماسك الداخلي الإيراني.

فشلت محاولة إرباك المنظومة العسكرية باغتيال قيادات كبار في الحرس الثوري الإيراني. كما وفشلت محاولة إنزال هزيمة نفسية بالشعب الإيراني باغتيال علماء ذرة إيرانيين. وقد فشلت أيضًا محاولة إحداث فوضى باغتيال عشرات الضباط في الأمن الإيراني.

ما علاقة قصف شبكات الاتصالات الإيرانية بالمشروع النووي؟
ما علاقة قصف مقرات الحكم المحلية بالمشروع النووي الإيراني؟
وما علاقة قصف المصارف بالمشروع النووي الإيراني؟!

أرادت إسرائيل، ومعها الدول العربية وأمريكا، إسقاط نظام الخميني في إيران تحت ذريعة قصف المفاعلات النووية، والتخلّص من هذا النظام الذي ما زال نِدًّا لها، ويهدد معادلة التفوق الإسرائيلي في كافة المجالات.

وفي هذا السياق نذكر أبرز أسباب وراء توقف الحرب بعد مرور 12 يوماً فقط:

إن سبب توقف الحرب فجأة هو القدرة التدميرية التي أحدثتها صواريخ إيران الدقيقة ، والضرر الهائل الذي تسببت به تلك الصواريخ على البنية التحتية والتي انعكست تباعاً على نفسية المواطنين.

توقفت الحرب فجأة بعد أن فشلت المنظومة الدفاعية (حيتس / القبة الحديدية / مقلاع داوود / نظام ثاد الأمريكي / وطائرات التصدي البريطانية في الأردن).في التصدي للصواريخ الإيرانية التي انهالت على السكان في كل يوم محدثة خسائ جسيمة في الممتلكات والانفس.

توقفت الحرب فجأة لفشل الملاجئ والغرف المحصنة في تأدية دورها المنوط بالحفاظ على حياة الناس، فالمعطيات تشير إلى مقتل 12 مواطنًا على الأقل وهم داخل الغرف المحصنة.

توقفت الحرب فجأة لأن أمريكا فهمت وأيقنت أن استمرارها يعني كارثة اقتصادية عليها، في ظل ارتفاع سعر برميل النفط.

توقفت الحرب فجأة لأن أمريكا أدركت أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي حتمًا إلى صدمة اقتصادية، تضاف إلى الصدمة التي أحدثها الحوثيون بإغلاق باب المندب.

كان المُعوّل عليه منذ البداية هو إسقاط نظام الخميني في الدرجة الأولى، وهذا هو  الهدف الحقيقي وليتسنّى لاحقًا إحكام السيطرة على المشروع النووي الإيراني، ومن ثم تدمير قوة إيران الصاروخية.

أما كل ما قيل في الإعلام الإسرائيلي، فلا علاقة له بحقيقة الصدام الذي استمر 12 يومًا.

فهمت أمريكا استحالة إسقاط النظام، في حين أدركت أن الحراك العالمي يدفع نحو تحالف جديد يجمع تركيا وباكستان وروسيا والصين وغيرها ضد إسرائيل والولايات المتحدةوصالحهما في المنطقة.
اقتربت إسرائيل من مرحلة التورط في حرب لا طائل منها، فتدخل "الرجل الأصفر" في البيت الأبيض.